تفاصيل الخبر

منظمة الأغذية والزراعة : وضع إمدادات الحبوب مريح مع إقتراب نهاية موسم التسويق للفترة 2023/2024 ولا تزال توقعات إنتاج القمح لعام 2024 مشجعة

5/7/2024 12:10:25 PM


وضع الإمدادات مريح مع اقتراب نهاية موسم التسويق للفترة 2023/2024؛ ولا تزال توقعات إنتاج القمح لعام 2024 مشجعة، لكنّ سوء أحوال الطقس يخفّض توقعات غلات الذرة في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية
رفعت منظمة الأغذية والزراعة توقعاتها بالنسبة إلى الإنتاج العالمي من الحبوب في الفترة 2023/2024 بمقدار 5 ملايين طنّ وبات يبلغ الآن 846 2 مليون طنّ، ما يمثل زيادة بنسبة 1.2 في المائة (35.1 مليون طنّ) عن مستواه خلال العام الماضي. وتستند هذه المراجعة إلى الأعلى بصورة رئيسية إلى التعديلات في الإنتاج العالمي للأرزّ، حيث تم رفعه بمقدار 2.9 ملايين طنّ منذ شهر أبريل/ نيسان. ويأتي ذلك عقب مراجعة أرقام الإنتاج التاريخي في ميانمار وإصدار التقديرات الرسمية في باكستان التي أشارت إلى انتعاش الإنتاج بما تجاوز التوقعات السابقة. ونتيجة لذلك، بات من المتوقع أن يصل الإنتاج العالمي للأرزّ خلال الفترة 2023/2024 إلى مستوى قياسي جديد عند 529.2 مليون طنّ (على أساس الأرزّ المطحون)، أي متجاوزًا توقعات الفترة 2022/2023 بنسبة 0.7 في المائة. علاوة على ذلك، جرت مراجعة التوقعات إلى الأعلى بشكل طفيف بالنسبة إلى الإنتاج العالمي من الذرة والقمح.
ومع استقرار توقعات الاستخدام العالمي للحبوب عند 829 2 مليون طنّ، تكون قد ارتفعت للفترة 2023/2024 بمقدار 1.7 ملايين طنّ قياسًا بالشهر الماضي وتجاوزت مستوى الفترة 2022/2023 بمقدار 37.7 ملايين طنّ (أي نسبة 1.4 في المائة). وتشير التوقعات إلى أنّ الاستخدام العالمي للحبوب الخشنة في الفترة 2023/2024 سيبلغ 510 1 ملايين طنّ، ما يمثل ارتفاعًا قدره 1.8 ملايين طنّ عما كان عليه في الشهر الماضي وزيادة بنسبة 1.6 في المائة عن مستوى الفترة 2022/2023. وتجسّد هذه الزيادة إلى حد كبير ارتفاع استخدام الذرة (لا سيما في كندا والولايات المتحدة الأمريكية) والشعير كعلف (في الصين) بنسبة تزيد عما كان متوقعًا. وفي المقابل، جرت مراجعة نحو الأسفل لتوقعات الاستخدام العالمي للقمح في الفترة 2023/2024 بمقدار 1.3 ملايين طنّ، ويعزى ذلك بصورة رئيسية إلى انخفاض توقعات استخدامه كعلف في البرازيل والولايات المتحدة الأمريكية. غير أنّ الاستخدام العالمي للقمح في الفترة 2023/2024 ما زال مرشحًا للزيادة وتجاوز مستواه في الفترة 2022/2023 بنسبة 1.9 في المائة، ليبلغ 794 مليون طنّ، مدفوعًا بالدرجة الأولى بالنمو الثابت في استخدام القمح كعلف، خاصة في الصين والاتحاد الأوروبي. ورفعت المنظمة توقعاتها لشهر أبريل/ نيسان بشأن الاستخدام العالمي للأرزّ في الفترة 2023/2024 بمقدار 1.2 مليون طنّ ليصل إلى 525.0 مليون طنّ، في أعقاب مراجعة إلى الأعلى للاستخدام المتوقع في عدد من البلدان، الآسيوية بصورة رئيسية، وهو ما يعوّض بشكل كافٍ عن انخفاض التوقعات ولا سيما بالنسبة إلى الصين. وبالرغم من هذه المراجعة إلى الأعلى، إلّا أنّ توقعات الاستخدام العالمي للأرزّ ما زالت تشير إلى انخفاض قدره 1.2 مليون طنّ دون توقعات الفترة 2022/2023.
وبالرغم من مراجعة التوقعات إلى الأسفل بالنسبة إلى المخزونات العالمية من الحبوب بمقدار 4.6 ملايين طنّ مقارنة بالشهر السابق، إلّا أنّ توقعات المنظمة لتلك المخزونات في نهاية عام 2024 مستقرة حاليًا عند 890 مليون طنّ؛ وهي لا تزال أعلى بنسبة 2.1 في المائة من مستوياتها في بداية الفترة. وتعزى هذه المراجعة إلى الأسفل بصورة رئيسية إلى توقعات انخفاض مخزونات الذرة في البرازيل والولايات المتحدة الأمريكية، وانخفاض، بدرجة أقل، في مخزونات الشعير في كازاخستان. ومن المتوقع أن يكون معدل مخزونات الحبوب إلى استخدامها في العالم في الفترة 2023/2024 عند مستوى مريح بنسبة 30.9 في المائة، من دون تغيير يذكر عن مستواه في الفترة 2022/2023 الذي بلغ 30.8 في المائة. وفي حين أنّ المخزونات العالمية من الحبوب الخشنة مستقرة عند 372 مليون طنّ، ما زال من المتوقع أن تتجاوز مستوياتها المسجلة عند بداية الفترة بنسبة 5.6 في المائة. وبلغت المخزونات العالمية من القمح 318 مليون طنّ، ومن المتوقع أن تنخفض عن مستوياتها المسجلة عند بداية الفترة بنسبة 1.4 في المائة ولم يطرأ تغيير يذكر على توقعاتها هذا الشهر، حيث إنّ المراجعة إلى الأعلى لمخزونات القمح في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، بسبب الواردات الكبيرة والاستخدام المنخفض، على التوالي، عوّضت المراجعة إلى الأسفل لمخزونات القمح في سائر مناطق العالم. وتشير التوقعات إلى أنّ المخزونات العالمية من الأرزّ عند نهاية موسم التسويق 2023/2024 ستتجاوز مستوياتها المسجلة عند بداية الفترة بنسبة 1.6 في المائة، لتصل إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 199.2 ملايين طنّ. وقد طرأ تغير طفيف على هذا المستوى منذ شهر أبريل/ نيسان، إذ إنّ المراجعة إلى أعلى لتوقعات المخزونات الموجودة في باكستان وميانمار وبعض البلدان الأخرى عوضها إلى حد كبير انخفاض توقعات المخزونات الموجودة في كمبوديا واليابان وجمهورية كوريا على وجه التحديد.
وارتفعت توقعات التجارة العالمية بالحبوب بمقدار 1.9 ملايين طنّ في الفترة 2023/2024 لتصل إلى 487 مليون طنّ، ما يشير إلى زيادة قدرها 7.5 ملايين طنّ (أي نسبة 1.6 في المائة) أعلى من مستوياتها في الفترة 2022/2023. وشهدت توقعات التجارة العالمية بالحبوب الخشنة في الفترة 2023/2024 (يوليو/تموز - يونيو/حزيران) زيادة قدرها 0.8 ملايين طنّ تعزى بالدرجة الأولى إلى زيادة متوقعة في واردات الصين من الشعير والذرة الرفيعة، فتبلغ بذلك التوقعات 236 مليون طنّ، وهي زيادة بنسبة 4.9 في المائة عن مستويات الفترة 2022/2023. كما ارتفعت أيضًا التجارة العالمية بالقمح في الموسم 2023/2024 (يوليو/تموز - يونيو/حزيران) بمقدار 1.2 مليون طنّ، ويعود ذلك في المقام الأول إلى زيادة فاقت التوقعات في صادرات منتجات القمح من جانب البلدان التي تتصف عادة بأنها مصدّرة ثانوية، إلى جانب ارتفاع الواردات إلى أفغانستان وجمهورية مصر العربية والاتحاد الأوروبي. وبالرغم من المراجعة إلى الأعلى لتوقعات التجارة العالمية بالقمح في الفترة 2023/2024 (يوليو/تموز - يونيو/حزيران)، لا يزال من المتوقع أن تتراجع بنسبة 0.8 في المائة عن مستوى الفترة 2022/2023 لتصل إلى 200 مليون طنّ. ومن المتوقع أن تتراجع التجارة الدولية بالأرزّ في عام 2024 (يناير/كانون الثاني - ديسمبر/كانون الأول) لتبلغ 51.1 مليون طنّ، منخفضة بشكل طفيف عن توقعات شهر أبريل/ نيسان، وأدنى بنسبة 3.4 في المائة من مستواها في عام 2023 المنخفض في الأساس.
توقعات إنتاج المحاصيل في عام 2024
خفّضت المنظمة توقعاتها للإنتاج العالمي من القمح لعام 2024 إلى 791 مليون طنّ. وعند هذا المستوى، سيبقى من المتوقع أن يتجاوز الإنتاج العالمي من القمح في عام 2024 مستويات عام 2023، وإن كان بنسبة طفيفة تبلغ 0.5 في المائة. ويجسّد الانخفاض الأخير أحدث البيانات الرسمية الصادرة عن الاتحاد الأوروبي التي تشير إلى تراجع زراعة القمح بما يفوق ما كان متوقعًا في السابق؛ ومع ذلك، تحسنت أحوال الطقس بشكل عام في مارس/ آذار ومطلع أبريل/ نيسان، ما ساعد على تعزيز التوقعات الخاصة بالغلات. وبوجه عام، استقر إنتاج القمح عند 128.4 ملايين طنّ في عام 2024، منخفضًا بنسبة 4 في المائة عما كان عليه في العام السابق. وبالمقارنة مع التوقعات الأولية، أُجريت أيضًا مراجعة إلى الأسفل لتوقعات إنتاج القمح في أستراليا استنادًا إلى أحدث التوقعات الصادرة عن البلاد والتي تشير إلى نمو محدود للغاية في عام 2024، نظرًا إلى الطقس الجاف الذي أثّر على حصاد عام 2023. وأدى شح الأمطار الذي شهده الاتحاد الروسي في الآونة الأخيرة إلى حدوث بعض الجفاف في المناطق الجنوبية المنتجة الرئيسية، ما نجم عنه انخفاض بسيط في توقعات الإنتاج لتصل إلى 93 مليون طنّ، ومع ذلك يبقى هذا الإنتاج أعلى من متوسط السنوات الخمس. وفي أوكرانيا، رغم أحوال الطقس المواتية عمومًا، ما تزال التوقعات تشير إلى انخفاض إنتاج القمح إلى مستوى يقل كثيرًا عن المتوسط البالغ 20.2 مليون طنّ، ما يعكس الآثار المدمرة للحرب، التي بلغت الآن عامها الثالث، على القدرات الإنتاجية، فضلًا عن تضاؤل هامش الأرباح الخاصة بالقمح. وفي الولايات المتحدة الأمريكية، رغم التراجع الطفيف في أحوال محاصيل القمح الشتوي في بعض أجزاء السهول الجنوبية، ما تزال التوقعات الإجمالية لإنتاج القمح مشجّعة ومن المتوقع أن يبلغ الإنتاج الإجمالي ما يقارب 52 مليون طنّ. وفي كندا، على افتراض عودة الغلات إلى مستواها الطبيعي بعدما هبطت إلى أدنى مستوياتها في عام 2023، من المتوقع أن يرتفع الإنتاج إلى 34.6 ملايين طنّ في عام 2024. وفي آسيا، استمرت أحوال الطقس المواتية، ما عزز التوقعات بوصول إنتاج القمح في الهند وباكستان إلى مستوى شبه قياسي ووطّد توقعات الإنتاج المشجّعة في البلدان الآسيوية في الشرق الأدنى. أمّا في شمال أفريقيا، فقد هطلت الأمطار المحلية الأخيرة بعد فوات الأوان حيث إنها لم تتمكن من تحسين أحوال المحاصيل بشكل ملحوظ في أعقاب نقص واسع النطاق في هطول الأمطار الموسمية منذ أواخر عام 2023، فيما لا تزال توقعات غلات القمح ضئيلة.
وبالنسبة إلى محاصيل الحبوب الخشنة في عام 2024، سوف تبدأ قريبًا فترة الحصاد الرئيسية في بلدان النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، حيث أدت أحوال الطقس السيئة مؤخرًا إلى تضاؤل توقعات الغلات في البلدان المنتجة الرئيسية. وفي البرازيل، أسفرت أحوال الطقس غير المواتية إلى حد كبير، لا سيما في المناطق المنتجة الرئيسية الجنوبية والغربية الوسطى، عن انحسار توقعات الغلات وخفض توقعات إنتاج الذرة في البلاد إلى 111 مليون طنّ، وإن كانت لا تزال أعلى بقليل من متوسط السنوات الخمس الماضية. وفي جنوب أفريقيا، أدت أحوال الطقس الحار والجاف المستمرة منذ شهر فبراير/ شباط إلى انخفاض توقعات الغلات، وبات من المتوقع حاليًا أن يتراجع إنتاج الذرة بنسبة 10 في المائة دون متوسط السنوات الخمس. كما أنه من المتوقع أن تشهد أغلب البلدان الأفريقية الجنوبية انخفاضًا كبيرًا في غلات الذرة في عام 2024، وهو يعزى أيضًا إلى النقص الشديد في هطول الأمطار.