تفاصيل الخبر
الموانئ البحرية تتأهب لاستقبال خريطة الرحلات الجديدة لشركات الشحن العالمية
1/20/2025 10:40:25 AM
تشهد الموانئ المحلية تغييرات جوهرية مع دخول تحالفات ملاحية جديدة الى الساحة العالمية، أبرزها تحالف جيميناى الذى يضم شركتى “ميرسك – هاباج لويد”، وتحالف Premier Alliance الذى يضم ONE، HMM، وYang Ming، وتتمثل فى إعادة هيكلة التحالفات الكبرى.
ومن المتوقع أن تؤدى هذه التحالفات إلى إعادة ترتيب خريطة التداول فى الموانئ الرئيسية مثل دمياط وشرق بورسعيد مع تعزيز التنافسية وزيادة حركة الحاويات، كما توفر فرصًا لتعزيز التعاون مع الموانئ المصرية، وتحديث الخدمات وربطها بمسارات رئيسية مثل البحر الأبيض المتوسط وآسيا.
قال مصدر بالخط الملاحى الفرنسى CMA CGM إنه مع استمرار التغيرات الجيوسياسية وتأثيرها على مسارات التجارة العالمية، تبقى الموانئ المصرية فى قلب هذه التحولات، ولكن لضمان الاستفادة الكاملة من تغيير خريطة التحالفات الملاحية العالمية، لابد من وضع استراتيجيات وطنية لتعظيم الاستفادة من هذه التحالفات الجديدة، ودورها فى دعم الاقتصاد وتعزيز مكانتها كمركز لوجستى عالمى.
ولفت إلى أن الموانئ المصرية تواجه تحديات تتعلق بضرورة التكيف مع التغيرات السريعة فى قطاع النقل البحرى، والذى يتطلب تعزيز الكفاءة التشغيلية، لمعدات المناولة فى الموانئ، وتحسين التكنولوجيا والخدمات اللوجستية، وضمان جاهزيتها لاستيعاب السفن الضخمة التى ستعمل وفق خطط التحالفات الجديدة.
وأكد المصدر أن إطلاق بعض التحالفات العالمية لخدمات جديده سيؤدى لزيادة حركة التجارة عبر قناة السويس عقب انتهاء توترات العبور من باب المندب مثل إعلان MSC تشغيل مسارات جديدة عبر رأس الرجاء الصالح وقناة السويس، مما يؤدى هذا إلى زيادة عوائد القناة، وتعزيز دورها فى التجارة العالمية.
استعبد محمود سامى زيادة مدير الملاحة بشركة جرين بورت للملاحة، لن تتأثر الموانئ المحلية خريطة تحالفات الخطوط الملاحية الجديدة، لافتًا إلى أنه يتوقع تحالف “جيميناي” أولوياته لصالح محطة حاويات دمياط الجديد (تحيا مصر 1) خاصة مع قرب افتتاحها.
وأشار إلى ميناء شرق بورسعيد خاصة محطة الحاويات ستكون ضمن المستفيدين من التحالفات الجديدة، وذلك بفضل الخدمات التى تقدمها المحطة بضائع الترانزيت.
وأضاف مدير الملاحة بشركة جرين بورت للملاحة أن التوقعات تشير إلى أن هذه التحالفات الجديدة ستزيد من حجم التداول فى الموانئ المصرية بنسبة %25 خلال المرحلة المقبلة، مع التركيز على تحسين البنية التحتية، وتوفير خدمات متطورة للمصدرين والمستوردين.
وأشار إلى أن سفن الخطوط الكبيرة التى غيرت مسار عبورها من قناة السويس إلى رأس الرجاء الصالح أثرت على نصيب الموانئ المصرية، وانخفضت عدد العمليات التى كانت تتم على هذه السفن، إلا أنه فى نفس الوقت تم الاعتماد على بعض المحطات البحرية فى موانئ مصر المطلة على البحر المتوسط لتكون نقطة لتداول “الترانزيت”.
من جانبه، قال أحمد طارق، المدير التجارى لتحالف وان الملاحى أن ميناء الإسكندرية، سيشهد تطورًا لافتًا خلال العامين المقبلين مع افتتاح محطة حاويات جديدة للخط الملاحى الإيطالى “إم إس سي” على رصيف 100، وهذا التطور من شأنه أن يعيد توزيع الحاويات التى كانت تتداول بميناء أبو قير لصالح الإسكندرية، فى المقابل سيستمر أبو قير رغم تأثره بذلك فى جذب الخطوط الملاحية العالمية بفضل تطوير أرصفته، وتعميق أحواضه.
وأكد “طارق” صعوبة حساب تقدير تأثيرات تغيير خريطة التحالفات الملاحية العالمية حاليًا فى ظل قيام بعض شركات الشحن، بإدارة وتشغيل بعض المحطات البحرية المصرية.
ويبلغ إجمالى الموانئ البحرية المصرية 55 ميناءً، منها 18 تجاريًا، و37 تخصيصًا، تمتلك الوزارة 9 موانئ، منها “الإسكندرية، الدخيلة، دمياط، بور توفيق، السويس، نويبع، شرم الشيخ، إلى جانب الغردقة، وسفاجا”.
ويرى أن دخول خط هاباج لويد مع نظيره ميرسك فى تحالف “جيميناى “سيؤثر على حجم خدماته بدمياط مؤقتًا، مما يمنح الفرصة لخط “وان الصيني” لتصدره قائمة شركات الشحن العاملة فى ميناء دمياط.
وأوضح أن الخط الصينى، أعلن عزمه تحديث شامل لجميع خدماته فى الممرات التجارية الرئيسية كما يطلق خدمة جديدة نهاية يناير الجاري تسمى LEX بشكل أسبوعى ستتردد على موانئ الإسكندرية ودمياط ثم ميرسين بتركيا روتردام بهولندا، وهامبورج بألمانيا وأنتويرب ببلجيكا.
وقال مصدر بشركة قناة السويس للحاويات المشغل لمحطة حاويات شرق بورسعيد إن تحالف جيميناى بين هاباج لويد وميرسك المقرر إطلاقه 2025 سيغير من ترتيب الخطوط داخل محطة حاويات شرق بورسعيد، وسوف يستفيد منه محطة الشرق ومحطة الخط بدمياط.
وأوضح أن التغيير فى خريطة التحالفات سيكون تأثيره طفيف على الموانئ المصرية، إذ لم تحسم بعد بعض الخطوط خريطة مساراتها التى تتحدد أبريل من كل عام.
من جانبه، قال مصدر مطلع بميناء شرق بورسعيد، إن تحالف الخطين الملاحيين ميرسك هاباج لويد والمزمع إطلاق أولى خدماته يناير 2025 سيخدم بلا شك محطة حاويات شرق بورسعيد إلا أنه لابد من مراعاة المتغيرات الأخرى المتعلقة بافتتاح محطة مستقلة للخط الألمانى الهاباج لويد بدمياط العام المقبل.
فى سياق متصل، تسعى هيئة ميناء دمياط، إيجاد مشغل عالمى لمحطة الحاويات “تحيا مصر 2”، قبل نهاية 2025، بالتزامن مع افتتاح محطة “تحيا مصر 1” التى تديرها شركة دمياط أليانس لمحطات الحاويات- المنبثقة من تحالف “يوروجيت، كونتشيب إيتاليا، وهاباج لويد” منتصف العام المقبل، وفقًا لمصدر مطلع.
ولفت إلى أن التغيرات تعيد ترتيب الخطوط الملاحية العالمية، ويصعب التنبؤ حاليًّا بها فى توزيع الحاويات، خاصة أنه خلال عامين سيكون للخط الملاحى إم إس سى الفرنسى محطة فى رصيف 100 بالإسكندرية، كما أن الانتهاء من تطوير وافتتاح ميناء أبو قير يجذب تلك الخطوط التى بدأت بالفعل تتردد على الميناء مثل الخط الملاحى التايوانى إيفر جرين وإم إس سى.
وأوضح أنه من المتوقع فى ظل المفاوضات الجارية حاليًّا مع الحوثيين التى تقودها خطوط عالمية سيمنح قناة السويس فرصة لعودة الملاحة لطبيعتها، ويرفع من أعداد سفن الترانزيت والمترددة على موانئ شمال وشرق المتوسط، ونتوقع خلال العام المقبل، ستصل معدلات تداول الحاويات بالمحطة إلى 4,5 مليون حاوية مكافئة.
وأكد أنه بالرغم من الظروف الاقتصادية والسياسية المرحلة الحالية فإن معدلات التداول ومؤشرات الأداء ارتفعت بالمحطة بنسبة %1 تقريبًا، وهو مؤشر إيجابى رغم كل تلك التحديات، ونحاول جاهدين الحفاظ على حجم التداول، ومن المتوقع زيادتها بافتتاح التوسعات لمحطة حاويات شرق بورسعيد.
من جانبه، أكد عمر غربو، مدير ميرسك بمصر ولبنان، أن التحالف بين ميرسك وهاباج لويد فيما يسمى بتحالف جيميناي يستهدف اختصار زمن الرحلة، وذلك من خلال اختيار عدد من الموانئ الرئيسية تتوقف بها سفن التحالف للوصول عبر سفن الفيدر إلى موانئ أخرى وبشكل سريع، وهو ما يؤدى إلى الثورة فى عالم الشحن البحرى، ويمكن من زيادة الخدمات الملاحية بموانئ أكثر، وتحقيق الالتزام بزمن الوصول المتفق عليه بين الخط والعميل.
وأضاف، نستهدف من التحالف تحقيق رضا العميل، وتقليل التكلفة، وتسريع زمن وصول الشحنات، وقد انتهجت ميرسك مؤخرًا تلك السياسة عندما عقدت شراكات مع شركات ناشئة فى إطار الاهتمام بتنمية البنية الأساسية لسلاسل الإمداد، وكذلك مع شركات تقدم خدمات التخليص الجمركى، وشركات النقل البري وشركات التخزين.