تفاصيل الخبر

إياتا : تحديات سلاسل التوريد تكلف شركات الطيران أكثر من 11 مليار دولار في 2025

10/14/2025 10:35:25 AM


أصدر الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)، دراسة مشتركة مع شركة أوليفر وايمان للاستشارات الإدارية، إحدى شركات مارش ماكلينان العالمية، تحت عنوان إحياء سلسلة توريد الطائرات التجارية.
وحذرت إياتا في الدراسة من التحديات المستمرة في سلاسل التوريد بصناعة الطيران والتي قد تُكلف شركات الطيران العالمية أكثر من 11 مليار دولار خلال عام 2025، في ظل تباطؤ إنتاج الطائرات وقطع الغيار، وما يترتب على ذلك من اضطرار الشركات إلى إبقاء الطائرات القديمة في الخدمة لفترات أطول.
وتطرقت الدراسة إلى أبرز التحديات التي تواجه القطاع، وأسبابها وتأثيرها على شركات الطيران، والمبادرات المقترحة لمعالجة الأزمة
وأشارت إلى أن التأخر في إنتاج الطائرات الجديدة وتسليمها أدي إلى إعادة تقييم شركات الطيران لخطط أساطيلها، لافتة إلى أن إجمالى الطلبات على الطائرات غير المنفذة حول العالم بلغ في عام 2024 مستوى قياسياً تجاوز 17 ألف طائرة مقارنة بمتوسط بلغ نحو 13 ألف طائرة سنوياً بين عامي 2010 و2019 , وأكدت الدراسة أن بطء وتيرة الإنتاج سيؤدي إلى خسائر تتجاوز 11 مليار دولار في عام 2025، لشركات الطيران
وأرجعت الدراسة تلك الخسائر إلى 4 عوامل رئيسية وهم تكاليف الوقود الإضافية بحوالي 4.2 مليار دولار وذلك بسبب تشغيل طائرات أقدم وأقل كفاءة في استهلاك الوقود، نتيجة تأخر تسليم الطائرات الجديدة.
وتابعت أن العامل الثاني هو زيادة تكاليف الصيانة بحوالي 3.1 مليار دولار مع تقادم الأسطول العالمي مما يتطلب عمليات صيانة أكثر تكرارًا وأكثر تكلفة، فضلا عن ارتفاع تكاليف تأجير المحركات بحوالي 2.6 مليار دولار نتيجة تمدد فترات الصيانة وارتفاع الأسعار بنسبة تتراوح من 20 إلى 30% منذ عام 2019 , بالإضافة إلى زيادة تكاليف تخزين قطع الغيار بحوالي 1.4 مليار دولار بسبب اضطرار الشركات إلى الاحتفاظ بمخزون أكبر تحسباً لاضطرابات التوريد.
وذكرت الدراسة أن هذه التحديات لا تؤدي إلى ارتفاع التكاليف فحسب، بل تعيق أيضاً من قدرة شركات الطيران على تلبية الطلب المتزايد على السفر الجوي، إذ ارتفع الطلب على الرحلات بنسبة 10.4% خلال عام 2024، مقابل زيادة في السعة لم تتجاوز 8.7%، مما رفع معدل إشغال المقاعد إلى مستوى قياسي بلغ 83.5 %.
وأرجعت جذور هذه الأزمة إلى النموذج الاقتصادي الحالي لصناعة الطيران، بالإضافة إلى الاضطرابات الجيوسياسية ونقص المواد الخام وشح اليد العاملة الماهرة.
واقترحت تعاون بين المصنعين الأصليين وشركات التأجير والموردين وشركات الطيران لمعالجة اختلال التوازن بين العرض والطلب وتعزيز مرونة القطاع.
وقال ويلي والش المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي إياتا، إن شركات الطيران تعتمد على سلسلة توريد موثوقة لتشغيل أساطيلها وتوسيعها بكفاءة، إلا أنها تواجه اليوم فترات انتظار غير مسبوقة للطائرات والمحركات وقطع الغيار، مع جداول تسليم غير متوقعة، ما أدى إلى ارتفاع التكاليف بما لا يقل عن 11 مليار دولار هذا العام وتقييد قدرة شركات الطيران على تلبية الطلب المتزايد , وأضاف أنه لا توجد حلول بسيطة لهذه الأزمة، لكن هناك خطوات يمكن أن تخفف من حدتها، مشيراً إلى أن فتح سوق ما بعد البيع سيمنح شركات الطيران خيارات أوسع للحصول على القطع والخدمات، كما أن تعزيز الشفافية في سلاسل التوريد سيساعد على تحسين التخطيط وتخفيف الاختناقات.
واقترحت الدراسة معالجة الأزمة من خلال تحرير سوق ما بعد البيع ودعم شركات الصيانة والإصلاح لتقليل اعتمادها على النماذج التجارية التي تفرضها الشركات المصنعة، وتعزيز شفافية سلاسل التوريد للكشف المبكر عن المخاطر وتقليص الاختناقات، والاستفادة من البيانات التنبؤية في أعمال الصيانة لتقليل زمن التوقف وتخفيض تكاليف المخزون، بالإضافة إلى توسيع قدرات الإصلاح والتصنيع لتسريع الموافقات ودعم حلول القطع البديلة والمواد القابلة للاستخدام مجدداً , وأكد أن المعالجة الفعالة لهذه الأزمة تتطلب استراتيجية موحدة بين جميع الأطراف في سلسلة التوريد، مشدداً على أن التعاون والشفافية يمثلان المفتاح لتلبية الطلب المتزايد على إنتاج الطائرات وصيانتها في السنوات المقبلة.
وقال ماثيو بويتراس، الشريك في قسم النقل والصناعات المتقدمة بشركة أوليفر وايمان، إن أسطول الطائرات الحالي أكبر وأكثر تطورًا وكفاءة في استهلاك الوقود من أي وقت مضى، لكن التحديات في سلسلة التوريد تؤثر على شركات الطيران والمصنعين على حد سواء.
وأضاف أنه نرى فرصة لتحفيز تحسين الأداء في سلسلة التوريد بما يعود بالنفع على الجميع، ولكن تحقيق ذلك يتطلب خطوات جماعية لإعادة تشكيل هيكل صناعة الطيران، وتعزيز الشفافية، وتنمية الكفاءات البشرية.